محمود حسين♦
في الكثير من المناسبات حرص سمو الشيخ محمد بن زايد النهيان على مخاطبة أبنائه المعلمين والمعلمات مباشرة، ووجه لهم الكثير من الرسائل وأكد دعمه لهم وتقديره للدور العظيم الذي يقومون به، ففي الخامس من أكتوبر من عام 2021 غرد سموه في يوم المعلم وقال “تحية تقدير إلى معلمينا وكل من تلقينا العلم على أيديهم.. يحملون أنبل رسالة، ويضيئون بالعلم والمعرفة طريقنا نحو المستقبل.. فلهم وللمعلمين في العالم الشكر بمناسبة يومهم العالمي”.
أما في اليوم العالمي للمعلمين في الخامس من أكتوبر من عام 2015، فقد أكد سموه أن تمكين المعلم ودعمه وتعزيز دوره هو من الأولويات الرئيسية لدولة الإمارات وأن صناعة المجتمعات المتقدمة تبدأ بالمعلم، وأستهل سموه كلمته بأن ” أبناؤنا هم الثروة الحقيقية لهذا الوطن وأنتم من نأتمنكم على تنميتها وبنائها وأنتم من تلهمون خيالهم وأنتم من تحصنون فكرهم وتعززون انتماءهم وأن من يتحمل هذه المسؤولية العظيمة لا يؤدي وظيفة بل يتحمل مسؤولية وطنية لا تقل جسامة عن مسؤولية الجندي الذي يذود عن حياض الوطن في ميادين الشرف والمجد مما يجعل دوركم محوريا في رؤيتنا في صناعة مستقبل مشرق للإمارات والعمل الأهم في بناء وتحقيق خططنا لتطوير نظامنا التعليمي”.
تحية تقدير إلى معلمينا وكل من تلقينا العلم على أيديهم ..يحملون أنبل رسالة، ويضيئون بالعلم والمعرفة طريقنا نحو المستقبل.. فلهم وللمعلمين في العالم الشكر بمناسبة يومهم العالمي.
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) October 5, 2021
ويشكل التعليم ومخرجاته المحور الرئيسي والأساسي في رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والتي تسعى لبناء مستقبل مشرق لدولة الامارات، فالمستقبل يولد من رحم الحاضر، فكما أشار سموه في كلمته للمعلمين فلا يمكن النهوض بالتعليم من دون تعزيز الهوية الإماراتية وبناء القيم الأخلاقية و السلوكية للطلبة.
فالجانب الأخلاقي والسلوكي هو عنصر أساسي في المنظومة التعليمة المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والمعلم هو الركن الأساسي الذي ترتكز عليه المنظومة التعليمية بأكملها، فالمعلم هو المفسر والمنفذ لأهداف وبرامج التعليم، وله الدور الريادي في تعميق وترسيخ الهوية الوطنية و زيادة الوعي الأخلاقي والسلوكي للطلبة.
وبالعودة إلى التراث الإسلامي الثري، نجد أن الفيلسوف العظيم ابن خلدون والذي يحتل مكانة متميزة في تراثنا العربي والإسلامي، وحتى في الفكر الغربي المعاصر كصاحب مشروع ورؤية حضارية خاصة، تناول بالتقصي والتحليل في مقدمته موضوع التعليم والمعلم في عصره، وأشار بأن التقدم الحضاري بحاجة إلى المعلم الكفء والمؤهل، وأن التعليم يجب تأسيسه وصياغته بناء على الأعراف والموروثات الثقافية و الاجتماعية للمجتمع، ويجب أن يكون التعليم مزيج من المحتوى الفكري والأخلاقي والتعليمي لتساعد على تطوير وصقل شخصية الطالب.

و يعتبر إصدار وزارة التربية والتعليم الإماراتية الميثاق المهني والأخلاقي للعاملين في مؤسسات التعليم العام ترجمة لرؤية سمو رئيس الدولة ومدخلاً لتطوير العمل التعليمي، وتنبع قيمة هذا الميثاق من كونه مستمداً من جوهر وروح الدين الإسلامي و من الإرث الاجتماعي والثقافي الثري لمجتمع الإمارات ومن المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة.
وسيكون هذا الميثاق مرجعية ذاتية يسترشد بها المعلمون في أداء رسالتهم العظيمة، و سيساهم في تشكيل البعد الوجداني لشخصية المعلم في دولة الإمارات، و سيساعد في خلق مناخ أخلاقي وسلوكي إيجابي في قطاع التعليم.
الميثاق سيكون بلا شك نقطة البداية والأساس الذي سيأطر المناقشات المستقبلية للتحديات الأخلاقية والسلوكية التي يواجها قطاع التعليم في دولة الإمارات، وسيكون أحد الروافد المهمة التي تدعم منظومة القيم والثوابت الوطنية والتي ستساهم في تشكيل الهوية والوعي الثقافي للجيل القادم.
♦محامي وأكاديمي إماراتي