نقلا عن عين أوروبية على التطرف
جيوفاني جياكالوني
التطرف الإسلاموي موجود في أمريكا اللاتينية منذ مطلع الثمانينيات، تسهله سلسلة من العوامل، أبرزها: استشراء الفساد، والحكومات الصديقة للإسلامويين، وإمكانية استغلال الاتجار غير المشروع، لا سيّما المخدرات، وغسل الأموال، وعدم وجود قوانين مناسبة لمكافحة الإرهاب.
أول جماعة إسلاموية تطأ قدماها نصف الكرة الأرضية هي حزب الله، الفرع اللبناني للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، الذي وجد على وجه التحديد المكان الذي تتقاطع فيه الكثير من هذه القضايا في منطقة الحدود الثلاثية بين البرازيل والأرجنتين وباراجواي1. وواصل حزب الله العملَ من هناك مع الإفلات التام من العقاب حتى بعد تخطيط وتنفيذ هجماتٍ إرهابية ضخمة في القارة، مثل تلك التي استهدفت أهدافًا يهودية وإسرائيلية في الأرجنتين في عامي 1992 و1994.
وكما لو أن ذلك لم يكن كافيًا، وجد حزب الله وإيران حليفًا جديدًا ومخلصًا عندما أصبح هوجو تشافيز رئيسًا لفنزويلا في عام 1999. كان لثورته البوليفارية بعض القواسم المشتركة الأيديولوجية والسياسية مع الخمينية، العقيدة الحاكمة للنظام الإيراني الذي يدين له حزب الله بالولاء، مثل معاداة أمريكا، والنضال ضد “الإمبريالية”، ودعم القضية الفلسطينية. وللدولتين أعداء مشتركون، ومصالح اقتصادية متبادلة قوية. وبالتالي، سرعان ما أصبحت فنزويلا بوابة إيران إلى أمريكا اللاتينية، مع كل التداعيات ذات الصلة.
ثم حذَت جماعات إسلاموية أخرى حذو حزب الله. فعلى سبيل المثال، كان هناك انتشارٌ للإسلاموية في أفقر ولاية في المكسيك، تشياباس، حيث تنشط ستة مساجد حاليًا في مدينةٍ يقل عدد سكانها عن 216 ألف نسمة. وقد جذبت هذه الظاهرة انتباه وسائل الإعلام الدولية، بما في ذلك “سي إن إن” و”بي بي سي” و”ناشيونال جيوجرافيك”. وفي حين أنه لا توجد حتى الآن صلة بين تلك المجتمعات والإرهاب الإسلاموي، فمن المثيرِ للاهتمامِ أن نلاحظ كيف أن الجماعة الأولى التي جلبت الإسلام إلى سان كريستوبال دي لاس كاساس في عام 1995، حركة المرابطين الإسبانية العالمية (MMM)، كانت مهتمة في ذلك الوقت، على وجه التحديد، بالتحالف مع جيش زاباتيستا للتحرير الوطني (EZLN)، التي نظمت تمردًا في عام 1994 بقيادة رافائيل فيسنتي المعروف باسمه الحركي “Subcomandante Marcos” التي تعني ماركوس نائب القائد، ضد الحكومة المركزية المكسيكية، من قاعدتها في سيلفا لاكاندونا.
منذ ذلك الوقت، وردت تقارير عن أنشطةٍ للسلفية، وجماعة التبليغ، في ثلاثة مراكز على الأقل من المراكز الإسلامية الستة النشطة حاليًا في المكسيك، في حين أن الأسر المحلية المعتنقة للإسلام ترسل أطفالها إلى الخارج للدراسة، وهو أمر تموّله هذه المنظمات، ظاهريًا لمساعدة الأسر المحتاجة في تعليم أطفالها.